تضمنت تنقلات وتحويلات وإنهاء مهام
التغيير شمل كل الرؤساء الذين مكثوا مدة 7 سنوات في نفس الدائرة
أجرى رئيس الجمهورية، أمس، حركة واسعة في سلك رؤساء الدوائر شملت، حسب مصادر مقربة من وزارة الداخلية، أكثـر من 330 دائرة من مجموع .550 وتضمنت هذه الحركة تنقلات لبعض رؤساء الدوائر داخل نفس الولاية أو تحويلات إلى خارجها وكذا ترقيات وإنهاء مهام.
وصلت قرارات وزارة الداخلية إلى معظم الولايات عبر الوطن، والتي تم بموجبها إحداث تغييرات على أماكن مزاولة رؤساء الدوائر لنشاطاتهم الإدارية، بحيث تم نقل العديد منهم إلى دوائر أخرى تقع خارج إقليم الولاية، في حين تم تحويل آخرين إلى مقرات دوائر أخرى تقع في نفس الولاية. كما تم خلال نفس العملية، التي حضرت لها وزارة الداخلية منذ عدة أشهر، تنصيب رؤساء دوائر جدد وكذا ترقية أمناء عامين إلى رؤساء دوائر وتعيين آخرين في أماكن ظلت لسنوات شاغرة.
وتأتي هذه الحركة، مثلما أوضحت ذات المصادر، بعد قرابة 4 أشهر من إجراء رئيس الجمهورية لحركة جزئية في سلك ولاة الجمهورية مست 10 ولايات، تم خلالها نقل 4 ولاة وترقية 5 أمناء عامين لمنصب وال أو وال منتدب. وأفادت مصادرنا أن الحركة في سلك رؤساء الدوائر فيها ترقيات وتنقلات وكذا إنهاء مهام. ولا تستبعد نفس المصادر أن تكون لهذه الحركة في سلك رؤساء الدوائر علاقة بالتحضيرات الجارية على مستوى وزارة الداخلية بخصوص قائمة الولايات المنتدبة الجديدة التي تقرر إنشاؤها من قبل رئيس الجمهورية، في إطار التقسيم الإداري الجديد للإقليم، وكذا قائمة الولاة المنتدبين الذين سيتولون فيما بعد مهام الإشراف على هذه الولايات الجديدة. وقالت مصادر مقربة من وزارة الداخلية إن رؤساء الدوائر الذين قضوا 7 سنوات تم تحويلهم ''آليا'' في هذه الحركة التي أعدها نور الدين يزيد زرهوني.
وشملت الحركة في عاصمة الشرق قسنطينة دوائر الخروب، قسنطينة، عين أعبيد، الحامة من خلال تحويل رؤساء دوائرها إلى ولايات أخرى، باستثناء رئيس دائرة عين أعبيد الذي حول إلى الحامة. وفي عنابة شمل التغيير 5 رؤساء دوائر تم تحويلهم إلى دوائر أخرى، باستثناء رئيس دائرة شطايبي الذي حافظ على مكانه. ونفس العدد تسلمته ولاية الطارف، بحيث تغير فيها 5 رؤساء من مجموع 7 دوائر بها، ويتعلق الأمر بدوائر الطارف، بوثلجة، بوحجار، بن مهيدي، القالة، بينما احتفظ رئيسا دائرتي البسباس والذرعان بمنصبيهما. كما أدمج في هذه الحركة لرؤساء الدوائر، رئيس دائرة الطارف السابق الذي أنهيت مهامه في سنة 2007 وكذا تعيين الأمين العام للولاية الذي كان يشغل رئيس دائرة بعدما ظل المقعد شاغرا لمدة تجاوزت السنتين. وعلى مستوى ولاية فالمة، شملت الحركة ثمانية رؤساء دوائر من أصل عشر دوائر على مستوى الولاية، وقد استثني من العملية كل من رئيس دائرة قلعة بوصبع وحمام النبائل.
وفي بسكرة مست حركة رؤساء الدوائر التي أعلن عنها يوم أمس، 7 رؤساء دوائر يعدون من أقدم المسؤولين، حيث قضى كل منهم على الأقل أزيد من 7 سنوات في منصبه. وشملت هذه الحركة رئيس دائرة بسكرة، مالكي علي، المنتقل إلى دائرة الأغواط، ورئيس دائرة فوغالة إلى فمار بالوادي ورئيس دائرة أورلال إلى عين التوتة بباتنة. ونقل رؤساء دوائر سيدي خالد وأولاد جلال ومشونش وسيدي عقبة. كما تمت ترقية الكاتب العام لدائرة بسكرة إلى رئيس دائرة بوحمامة بخنشلة، وحسين بختي الإطار الذي شغل عدة مسؤوليات إلى دائرة نقرين بتبسة. ونفس العدد في ولاية ورفلة التي حول بها سبعة رؤساء دوائر من أصل عشرة، بينهم رؤساء أهم وأكبر الدوائر وهي ورفلة، تفرت، حاسي مسعود؛ فيما بقي رؤساء دوائر الطيبات، تماسين والمقارين في مواقعهم. وتمت ترقية رئيس ديوان والي إليزي وأمينين عامين لدائرتين من غرداية وأدرار إلى منصب رئيس دائرة في ورفلة، مع عدم ترقية أي من الإطارات المقترحة من ولاية ورفلة لهذه المناصب.
ومست الحركة التي أجرتها وزارة الداخلية في سلك رؤساء الدوائر ورؤساء دواوين الولاة في بجاية، 14 رئيس دائرة، أوقف منهم 2 وحول 12 آخرون، فيما تم الاحتفاظ برؤساء كل من دوائر تيمزريت، برباشة ودرقينة، موازاة مع تحويل رئيس ديوان الوالي. وعين رئيس ديوان الوالي، حسب ما أفادت به مصادر من ولاية بجاية، وفق البيان الصادر عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية، على رأس دائرة القادرية في ولاية البويرة، بعدما عمر على رأس ديوان الولاية 7 سنوات كاملة.
وفي تيزي وزو مست هذه الحركة 17 دائرة من أصل 21 فيما استثنت أربعا منها هي إفرحونن، بوزفان، مقلع والأربعاء ناث إيراثن.
وتميزت حركة التغيير في سلك رؤساء الدوائر والأمناء العامين للولايات، في غرب البلاد، ''بعدم مكافأة وزارة الداخلية لرؤساء الدوائر الذين خدموا توجهات الحكومة''. ففي ولاية وهران مثلا تم تحويل رئيس دائرة بير الجير، الذي سير دائرتين في نفس الوقت، حيث سير دائرة وهران بالنيابة لمدة قاربت ثلاث سنوات، إلى دائرة سيف بولاية معسكر. وهو ما يعتبر قهقرة. وتم تعويضه برئيس دائرة البويرة، وهي الدائرة التي سيرأسها رئيس دائرة وادي تليلات. وهو نفس مصير رئيسة دائرة أرزيو التي حولت إلى زهانة بولاية معسكر. ففي ولاية وهران مست الحركة كل رؤساء الدوائر الثمانية باستثناء رئيس دائرة بطيوة، الذي يعتبر الوحيد الذي لم يتجاوز سبع سنوات في منصبه.
وفي ولاية تيسمسيلت مست الحركة الأمين العام للولاية وجميع رؤساء الدوائر الـ8 باستثناء دائرة برج الأمير عبد القادر، حيث أفادت مصادر موثوقة أنه تم تحويل جميعهم إلى ولايات أخرى. وقد جاءت هذه الحركة في مجملها عكس توقعات المتابعين لشؤون التنمية المحلية في ولاية تيسمسيلت، لكون معظم هؤلاء مكثوا أكثـر من 7 سنوات في مناصبهم دون أن تعرف التنمية تحسنا ملحوظا في مناطقهم.
وفي معسكر أنهت وزارة الداخلية مهام رئيس دائرة تيزي ضمن حركة رؤساء الدوائر التي شملت 9 رؤساء دوائر من ضمن 16 تضمهم الولاية.
ومست الحركة في سلك رؤساء الدوائر بمعسكر، حسب ذات المصدر، رؤساء دوائر قضوا أزيد من 6 سنوات في مناصبهم. وعرفت ولاية تلمسان أيضا حركة كبيرة في رؤساء دوائرها حيث مست 11 دائرة. ويتعلق الأمر بصبرة، سبدو، تلمسان، باب العسة، مرسى بن مهيدي، عين تالوت، فلاوسن، الغزوات، المنصورة، حيث تم تعيين رؤساء هذه الدوائر بشرشال، مستغانم، تيارت، بشار، باتنة، سيدي بلعباس، عين الدفلى، فيما كانت هنين بدون رئيس منذ وفاة رئيسها إثـر حادث مرور. في حين أنهيت مهام كل من رئيسي دائرتي الرمشي وأولاد ميمون. وعلمت ''الخبر'' أن حركة مماثلة ستخص رؤساء الدواوين والأمناء العامين للولايات والإدارات المحلية. وفي ولاية تيارت مست الحركة 11 دائرة من أصل ,14 واستثنت ثلاث دوائر لم يستنفد رؤساؤها المدة المحددة بخمس سنوات، ويتعلق الأمر بدوائر وادليلي، مشرع الصفا، والسوفر التي لا يزال رئيسها في عطلة مرضية منذ تعرضه لحادث مرور.
وحسب التعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية سيشرع، ابتداء من يوم السبت المقبل، في تسليم واستلام المهام بين رؤساء الدوائر المحولين والجدد، وكذا الأمناء العامين الذين تمت ترقيتهم أو أنهيت مهامهم، وذلك للشروع في تنفيذ برنامج الحكومة في أقرب الآجال، خصوصا أن هناك مواعيد هامة تقتضي ديناميكية جديدة لتجنيد المواطنين لها وتخص تعديل الدستور.