حين قررت الدولة بناء مقام للشهيد، ثار كثير من صناع الثورة ورفاق الشهداء ضد البنيان الذي اعتبروه تحجيما للشهيد، وعبّر عن ذلك الموقف الشاعر محمد العيد آل خليفة في قصيدة كبيرة جاء فيها:
إن ذكرى الشهيد أرفع من أن ترفعوها بالصخرة الصماء
فأقيموا لهم تماثيل عز في قلوب ثورية الأهواء
فماذا عسى أن يقول محمد العيد أو أحد رفاقه اليوم ليطلع على وضع مقابر الشهداء التي تكاد تكون لأشخاص مجهولين، بل وتحول الكثير منها إلى أوكار لممارسة أشياء -لم يمت الشهداء من أجلها- لا ترعى للميت حرمة ولا للتاريخ قيمة· منظمة أبناء المجاهدين تقول إن هناك ترسانة من القوانين تحفظ لمقابر الشهداء حرمتها، هذه القوانين يقول المؤرخ محمد القورصو إنه لا يمكنها لوحدها أن تفرض حماية الشهيد ومكانته، ويطالب الدولة بأن تستعمل كل الوسائل المادية من أجل التحقق من هوية هؤلاء الشهداء تقديرا لتضحيات هؤلاء من جهة، وحماية للذاكرة التاريخية من جهة أخرى· كما يقترح القورصو -الذي خاض معركة من أجل مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار عن جرائمها إبان الحقبة الاستعمارية- أن يكون في برامج المنظومة التربوية زيارات ميدانية إلى مقابر الشهداء·