عاش سكان مدينة بشار ليلة سوداء، أول أمس، بعد أن فوجئوا بأمطار غزيرة وأخرى مصحوبة بحبات برد، ما تسبب في إغراق الشوارع والأزقة التي تحولت إلى وديان وأوحال، فضلا على الخسائر المادية التي طالت بعض المحلات التجارية.
مشاهد كلها دفعت الشارع إلى التعليق عليها، بالقول إنها تعكس حصاد الدور الرقابي للمنتخبين الذين أعادوا التجربة بتصدر قوائم بعض الأحزاب، لأن ما أظهرت، أمس، هذه الـ''40 دقيقة'' أن السلطات الولائية مطالبة بإعادة النظر في فوضى ''مشاريع التهيئة'' التي توضع دون دراسة مسبقة، والتي تكون أحيانا استجابة لمطالب آنية، كما أنها مطالبة بإعادة النظر في الدور الذي يبذله عمال ديوان التطهير، الذين أكدت مصادر موثوقة أنهم دخلوا في مناوشات مع المواطنين، وهذا بعد تأخرهم في الاستجابة لمناشداتهم، ما اضطر هؤلاء إلى التشمير عن سواعدهم والقيام بفتح البالوعات وتنقيتها.
وفي المقابل تبين أن عددا من الأماكن التي توصف هندسيا بـ''النقاط السوداء'' في حاجة لشبكة مجاري مياه أمطار، لتجنيب السكان أي أخطار محتملة في حال تساقط كميات كبيرة، فمثلا لا تزال تعاني الكثير من الأحياء الشعبية في بشار الجديد والدبدابة وحتى وسط المدينة، فضلا عن تلك الواقعة خارج دائرة الضوء من اهتراء المسالك الترابية مع انعدام الأرصفة والمجاري المائية، والغريب أن بعضها يقيم به السكان منذ زمن بعيد، ولم تشفع جميع المناشدات التي قدمت للسلطات المحلية للخروج من هذه الوضعية من خلال إصلاح هذه المسالك.
وفي هذا الصدد بات الانسداد الكلي للبالوعات ومجاري المياه يتسبب في أحيانا في غرق المناطق السفلى منها في سيول عارمة، بمجرد سقوط أولى زخات المطر، كما حدث ليلة أمس، سيما في بشار الجديد والدبدابة والشارع المقابل لمقر مؤسسة موبيليس الذي يضم عدة محلات تجارية تعرض أصحابها لخسائر كبيرة، حيث تحولت هذه الشوارع إلى برك ومستنقعات أضحت تعيق تنقل المواطنين وتؤثر سلبا على المحيط.