ماذا بعد الطوفان؟

كانت صبيحة عيد فطر غير اعتيادية بالنسبة لمواطني ولاية غرداية الجنوبية ، الأمطار التي تساقطت بغزارة أدت إلى ارتفاع منسوب مياه "وادي ميزاب" الذي يزود سبع مناطق بالولاية ، فحولته إلى واد غاضب كادت فيضاناته أن تمحي المدينة الجنوبية من الخارطة و خلفت على إثرها 34 قتيلا ،، 89 جريحا و مفقودا واحدا .
ماديا تسببت الكارثة الطبيعية في الإضرار بـ 9600 بناية ، منها 600 تهدمت عن آخرها و بقيت 756 عائلة بلا مأوى ، و توقف تلاميذ المدارس عن الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب انسدادا الطرقات و غرق المدارس في الأوحال و الطين ..
الحكومة بوزرائها طارت إلى الولاية للوقوف على كرونولوجيا الكارثة و لمعاينة آثار الفيضان و قالت على لسان رئيسها "أحمد أويحي" أن "الحكومة قد تكفلت بالوضع و أن الجزائر لا تحتاج إلى معونات أجنبية لأنها قادرة على التعامل مع الأزمة دون أن تنتظر صدقات" .

20مليار دينار جزائري هو الغلاف المالي الذي حددته الحكومة لإعادة إعمار الولاية و تدارك الخراب الذي تسبب فيه الطوفان إضافة إلى توزيع 4 آلاف وحدة سكنية و تجنيد قوات الأمن و الحماية لمساعدة السكان في تنظيف المدينة و احتواء آثار الأزمة..

ولاية غرداية تعد منطقة عامرة بالأحياء الشعبية و المساكن العشوائية مما ساهم حسب المراقبين في تزايد أضرار الطوفان الذي أتت سيوله المندفعة بقوة 9000 م3 في الثانية على كل ما قابلها من شجر و حجر..
أكثر من أسبوع مضى على الكارثة و مازالت آثار الطوفان و مخلفاته تغطي شوارع المدينة ،،و عند اجتماع الحكومة بمجلس شيوخ المدينة أكدت أنها ستضع حدا للبنايات العشوائية التي يتم إقامتها بطرق غير قانونية ،،فهل قدر على البسطاء ألا تنتبه الحكومات لمستوياتهم المعيشية إلا عند الكوارث ؟ !