''الخبر'' تكرم تلميذة ليست كبقية التلاميذ
كرمت ''الخبر''، أمس، بمكتبها الجهوي في قسنطينة الطالبة النجيبة منال بودبوس لنيلها شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا رغم الإعاقة ومرض السرطان، الذي لازمها منذ سنة 2000 في جو بهيج مليئ بالفرحة وأمام جمع من الصحفيين ورجال الصحة والجمعيات الفاعلة، كما تم خلال ذات اللقاء تكريم أستاذتها موالكية نورة، وطبيبتها بن سالم آسيا بهدايا رمزية.
رغم مصارعتها لنوعين من السرطان ''سرطان العظم والرئة'' وفقدانها ساقها اليمنى لم تنثن منال بودبوس عن الاجتهاد ومواصلة الدرب لتحصل هذه السنة على شهادة البكالوريا بمعدل 16.75في شعبة العلوم التجريبية، لتثبت أن الإعاقة والمرض ليس لهما مجال أمام الإرادة والتحدي.
منذ سن الثانية عشرة بدأت منال رحلة المعاناة والمرض، وبالضبط عند اجتيازها لشهادة التعليم الأساسي، ولأنها كانت من النجباء فقد تم احتساب معدلاتها خلال السنة الدراسية لتتمكن من الانتقال إلى مستوى السابعة إكمالي، إلا أنها لم تستطع الالتحاق بهذا الفصل لشدة المرض بعد أن أنهكها العلاج الكيمائي جراء سرطان العظم الذي نخر جسمها الصغير، ولعدم وجود دواء لم تتمكن منال من إتمام علاجها كما يجب، ولأن طبيبتها غادرت الوطن لأمور علمية لم يستطع أحد اتخاذ قرار بتر ساقها، وبعد التماطل تم اكتشاف أن المرض أخذ مساحة أخرى من ساقها، وبفضل تدخل جمعية ''أنكولوجيكا'' في الأمر بترت كل الرجل وأصبحت منال معاقة.
هذا الأمر لم يمنع منال من العودة إلى الإكمالية بعد أن ضيعت سنة دراسية كاملة، وواصلت الدراسة إلى غاية حصولها على شهادة التعليم المتوسط سنة 2004، وخلال تلك الصائفة اكتشف الفتاة خلال فحص روتيني أنها مصابة بسرطان الرئة، ليعود كابوس المعاناة مع السرطان يحوم في حياتها.
بعد العلاج الكيميائي بقسنطينة والعاصمة وبصعوبة كبيرة كي تنال موعدا للتكفل بها ذهابا وإيابا من وإلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، تمكنت منال من إيجاد مكان لها، ثم أجريت لها عملية جراحية لاقتطاع جزء من رئتها اليمنى، وعلى غرار المرة السابقة تخلفت عن زملائها وضاعت منها السنة الدراسية.
بعد ثلاث سنوات من الدراسة والاجتهاد بثانوية ''ماسينسا ''1 ببلدية الخروب في قسنطينة، وبمساعدة طبيبتها بن سالم آسيا، وأساتذتها على رأسهم أستاذة العلوم الطبيعية، موالكية نورة، تحصلت منال على البكالوريا بتفوق وسجلت في شعبة الصيدلة لأنها تحلم ومنذ الصغر بإنتاج أدوية من الأعشاب الطبيعية لإيمانها بالطب النبوي وشغفها بالأعشاب الطبيعية وفوائدها، وتتمنى أن تنظم للمركز الهاشمي للتداوي بالأعشاب في عمان.
