تشهد الجزائر في الآونة الأخيرة عودة قوية للإحتجاجات جراء غضب المواطنين بمختلف ولايات الوطن وإنفجارهم على الأوضاع المزرية بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء إلى جانب ندرة التزود بمياه الشرب
وغيرها من المشاكل التي عصفت براحة المواطن مع حلول فصل الحرارة وأخرجته من صمته مما بات ينبئ بصيف ساخن خاصة بعد امتداد موجة الإحتجاج لباقي القطاعات كالنقل والفلاحة، فإنقطاع الكهرباء وندرة التزود بالماء دفعت بكل من سكان أولاد جلال بعروس الزيبان وكذا سكان لارسوط بتبسة إلى قطع الطرق الوطنية المجاورة لهم وشل حركة المرور لساعات، مما إستدعى تدخل مصالح الأمن والسلطات المحلية للتحكم في غضب السكان الذين ثارو ضد ما أسموه بالحقرة والتهميش حيث إضطر مير أولاد جلال إلى الوقوف 4 ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة لإقناع المواطنين الغاضبين بسبب الإنقاطاعات المتكررة للكهرباء دون سابق إنذار بالعدول عن التجمع وسط الطريق الوطني رقم 46 الرابط بين الشمال والجنوب والذي يعرف حركة مرور كبيرة خاصة فيما يتعلق بالشاحنات الكبرى الناقلة للبضائع.
وبلاية تبسة أثارت ندرة مياه الشرب والإنقطاعات المتكررة للكهرباء غضب سكان حي لارسوط خاصة بعدما بات خطر إنفجار غرفة التموين بالكهرباء المتواجدة على مستوى الحي يهدد حياتهم وحياة أبنائهم بسبب الدخان المتصاعد يوميا من ذلك المحول الذي يمول أكثر من 1500 نسمة إلى جانب إحتجاج سكان الكويف على شح الحنفيات بعدما انقطعت المياه عنهم لمدة 15 يوما مما تسبب في أزمة عطش كبيرة ولم يهدأ السكان من غضبهم إلا بعد تزويدهم بصهاريج المياه مع تلقيهم وعودا بتسوية الوضع في أقرب وقت، وبولاية الطارف كان المواطنون على موعد مع الإحتجاج بعدما فقدوا الأمل في تسوية وضعيتهم حيث احتج عمال سد الشافية على تأخر تسوية وضعيتهم المالية العالقة إلى جانب احتجاج أصحاب سيارات الأجرة العاملة على الخط الرابط بين عنابة والطارف مطالبين بضرورة احترام الأدوار وفق ما ينص عليه القانون فيما دخلت 03 عائلات في إضراب عن الطعام بسبب الإجراءات التعسفية التي اتخذتها مديرية الأشغال العمومية بالولاية خلال عملية إنجاز الطريق السيار غرب شرق والتي تعدت خلالها على محاصيلهم الفلاحية حيث لم تراع صرخاتهم ونداءاتهم المتعلقة بإيقاف عملية الحفر إلى غاية انتهاء موسم الحصاد.
هذا في الوقت الذي احتج فيه سكان القرية الشمالية بولاية برج بوعريريج بعد وفاة شخصين في حادث مرور أليم كونه الثاني من نوعه في ظرف أسبوع واحد فيما كانت السلطات تتجاهل في كل مرة مطالب السكان المتمثلة في إنجاز ممهلات بالمنطقة.
نقص التزود بالمياه فجر كذلك غضب سكان أحياء إحداذن وتيزي وإمهذين حيث نظموا تجمعا أمام مديرية الجزائرية للمياه للمطالبة بحل نهائي لمشاكل انقطاع المياه لمدة تزيد عن الشهر علما أن ذات المشكل يتكرر كل صائفة فيما تقف ذات المصالح مكتوفة الأيدي دون أن تحرك ساكنا لحل المشكل الذي بات يقلق راحة المواطنين فيما تعيش ولاية قسنطينة نقصا كبيرا في التزود بهذه المادة الحيوية مما دفع بالسكان إلى التوجه إلى الينابيع الطبيعية وهو الشيء الذي لم يهضمه أغلبية المواطنين خاصة مع الحرارة الشديدة بسبب طبيعة مناخ المنطقة وفي مجال الفلاحة اضطر فلاحو البويرة الأسبوع الفارط إلى قطع الطريق الوطني احتجاجا على قرار الحكومة بشراء البطاطا بسعر 20 دج للكيلوغرام الواحد معتبرين ذلك خسارة كبيرة خاصة وأنهم اشتروا البذور بـ 350دج للكيلوغرام الواحد إلى جانب غلاء ثمن الأسمدة وندرتها مطالبين الحكومة برفع السعر مع مراعاة تكاليف الغرس والأسمدة بعين الاعتبار.
هذا في الوقت الذي شل عمال النقل الحضري حركة النقل بالعاصمة تنفيذا للإضراب الذي دعت إليه نقابة الشركة بسبب المشاكل المالية والإدارية التي تعانيها الشركة مع عدم استجابة السلطات العمومية لمطالبهم في الوقت الذي دفع المواطن ثمن ذلك بعد أن وجدوا أنفسهم في طرقات خالية من الحافلات الزرقاء التي تساهم في حل مشاكل النقل بنسبة 50 بالمائة.
