استقبل منزل حمليلي مصطفى، أو السجين ,705 بحي الدبدابة بمدينة بشار، جموعا غفيرة وصلوا من أماكن بعيدة لتهنئته على عودته سالما إلى بلاده، بعد ست سنوات قضاها في سجن غوانتانامو.
''الخبر'' كانت أول من يصل إلى منزل مصطفى، حيث استقبلنا زوج شقيقته التي ناضلت في سبيل إطلاق سراحه، حتى ترسخ اعتقاد لدى كل متتبعي هذه القضية أن مصطفى ينحدر من ولاية سعيدة حيث تسكن أخته. من جهته، أشاد زوج الشقيقة بالدور الكبير الذي لعبته ''الخبر'' في قضية مصطفى، واعتبر أن دورها تساوى مع ما فعلته جميع المنظمات الدولية.
حاولنا التقرب من مصطفى والحديث معه، لكنه تحفظ في بداية الأمر بحجة أن من سبقوه أطنبوا في الحديث عن ظروف الاعتقال في سجن غوانتانامو، إلا أنه عاد وقال إن معنوياته مرتفعة، وليس كما روجت بعض وسائل الإعلام من أن معنوياته مهزوزة.
وتساءل قائلا: ''ما شعور من أطلق سراحه وعاد إلى وطنه؟ هل ستكون معنوياته منحطة؟''. وقال: ''فرحة الدخول للوطن لا تقاس بثمن''. وكان مصطفى يردد كثيرا جملة ''الحمد لله أنني وجدت الوالدة على قيد الحياة''، والتي زادت معاناتها في الفترة الأخيرة، وكادت تفقد ذاكرتها وبصرها وقدرتها على المشي، إلا أنها بمجرد لقائها مصطفى استرجعت كامل لياقتها.
وناشدت والدة مصطفى رئيس الجمهورية العمل على لم شمل عائلة ابنها المقيمة في باكستان، خصوصا أن مصطفى اختار العودة لبلده، ولم يختر اللجوء السياسي. كما أنه، حسب الوالدة، لديه رغبة في الاستقرار بالجزائر. وهو ذات المطلب الذي توجهت به خالة مصطفى ومربيته، الحاجة مباركة، التي ذكرت أنها اعتقلت إبان الثورة قرابة سنتين.
وذكر مصطفى أنه متزوج من باكستانية وأب لخمسة أطفال، وكله أمل في أن يرى أبناءه ويستقر في الجزائر، ''لأن الدرس الذي حفظته من غوانتانامو أن كرامة الشخص لا تكون إلا في وطنه'